يستمر فيلم “جوكر” في إثارة الجدل حول العالم، ولكن هذه المرة ليس من خلال المحتوى الفني، ولكن من خلال حادثة غريبة وقعت في إحدى دور العرض الفرنسية أثناء عرض الفيلم، حيث فوجئ الحضور بأحد الجماهير يهتف “الله أكبر” أثناء مشاهدته للفيلم، مما دفع البعض للهرب من دار السينما، التي أخليت فيما بعد عقب تتدافع الحضور خوفا من وقوع أحداث عنف أثناء عرض الفيلم.
هل الجوكر محرك للعنف؟
الحادثة وقعت أثناء عرض الفيلم الذي يتصدر الإيرادات داخل فرنسا أيضا، إضافة لتصدره للإيرادات حول العالم منذ صدوره بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وطبقا لحساب شبكة أخبار “فرنسا 24” على تويتر فقد قبض على الشاب الذي قام بهذا الهتاف أثناء محاولته الهرب في محيط السينما.
ما حدث دفع البعض إلى ربط محتوى الفيلم بتحريض الجماهير على العنف، حيث يدور الفيلم الذي ألفه وأخرجه الأميركي “تود فيليبس” وبطولته الممثل المتميز “خواكين فينكوس” عن الجذور الأصلية لحكاية “الجوكر” شرير مدينة غوثام الأشهر، وكيف تعرض للظلم والمهانة طوال حياته، مما دفعه إلى استخدام العنف في النهاية والتحول لمجرم في نظر السلطة، في حين حملته جموع المهمشين والفقراء على الأعناق كالأبطال.
ليتحول شيئا فشيئا الشرير إلى بطل الحكاية الجديدة، لكن السؤال هنا هل هذا حقا ما أدى إلى ما حدث في سينما “ريكس” بالعاصمة باريس؟ أم أن للحكاية وجها آخر؟
عمل إرهابي أم سرقة
بحسب مدير سينما “ريكس” وعبر تصريحات وجهها لجريدة “هوليوود ريبورتر” الأميركية، فإن الشاب الذي هتف “الله أكبر” داخل الصالة، لم يفعل ذلك بقصد القيام بعمل إرهابي، ولكنها خطة ضمن عصابة تهدف لسرقة متعلقات الجماهير التي حضرت الفيلم.
وأكد مدير السينما أن هذه العصابة قد أقدمت على هذه الخطة من قبل في إحدى وسائل المواصلات، وهي خطة تعتمد على إثارة الخوف في الناس، ثم يقوم اللصوص عقب ذلك بسرقة الحقائب والأجهزة الإلكترونية التي يتركها الحضور أثناء هربهم هلعا.
See FranceNews24’s other Tweets
|
بحسب مدير سينما “ريكس” أيضا، فإن قوات الشرطة التي حضرت قد فتشت دار السينما بشكل دقيق للغاية ولم تعثر على أي مواد متفجرة أو أسلحة.
ما المخيف في الله أكبر؟
يبدو الأمر في النهاية محزنا بشكل كبير إذا ما نظرنا إليه من وجهة النظر العربية والإسلامية، حيث أصبحت كلمات مقدسة تقال عادة أثناء التعبد والصلاة، وسيلة للهو مجموعة من اللصوص، لإثارة الرعب في نفوس البشر وسرقتهم، كما أصبحت أيضا ضمن نطاق تنظيرات مطولة عن أثر السينما في التأثير في مشاهديها وتغيير شخصياتهم ودفعهم لممارسة العنف في بعض الأحيان.
لكن المؤكد دون شك أن ما حدث في دار سينما ريكس منذ أيام لا يحمل أي صلة بمضمون هذه الكلمات، كما أنه لا صلة له أيضا بمحتوى فيلم الجوكر، هي مجرد حادثة سرقة استغل من خلالها بعض اللصوص الظروف والضجة التي أحدثها الفيلم للقيام بعملية سطو صغيرة، لكن الأمور في النهاية تطورت كما لم يتخيل أحد.