تقرير: الهواء السام وآلاف الموتى.. الثمن الحقيقي للوقود الأحفوري

أوراق ميديا

لأول مرة على الإطلاق، انضم الأردن والعالم أمس للاحتفال باليوم الدولي للأمم المتحدة بـ “نقاء الهواء من أجل سماء زرقاء”، الذي يهدف الى تسليط الضوء على أهمية تعزيز الجهود الحكومية للتخفيف من آثار تغير المناخ، وتحسين جودة الهواء.
وكان تقرير صادر عن منظمة “غرينبيس” الشرق الأوسط وشمال افريقيا صدر مؤخرا، قدر عدد الوفيات المبكرة في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جرّاء تلوّث الهواء الناجم عن الوقود الأحفوري بحوالي 65 ألف وفاة سنويا، في حين بلغ متوسط العدد التقديري في الأردن 1200 وفاة في العام 2018.
وأشار التقرير، الذي حمل عنوان “الهواء السامّ: الثمن الحقيقي للوقود الأحفوري”، الى “الكلفة الاقتصادية التي تتكبدّها دول العالم من تلوّث الهواء، ومن ضمنها الاردن الذي تكبد 1.3 مليار دولار أميركي نتيجة ذلك، أي 1.1 % من الناتج المحلي الاجمالي، وهي من بين النسب الأعلى في المنطقة، الى جانب الامارات العربية المتحدة، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر وقطر.
وتُظهِر جملةٌ من السيناريوهات الواقعية أنّ التخلّص التدريجي من الوقود الأحفوري من شأنه أن يحدّ من تلوّث الهواء وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في آنٍ معًا، بحسب ما جاء في التقرير الذي أوضح أنه “يمكن أن تعود إزالة الكربون بفوائد سريعة على الاقتصاد العالمي والمجتمع، سيّما من خلال الحدّ من التعرّض لملوّثات الجوّ، كالمواد الجُسيمية التي لها الوقع الأكبر على صحة الانسان”.
واقترح التقرير جملة من الاجراءات للحد من تلوث الهواء من بينها إعادة تنظيم أنظمة النقل بصورة ملحّة على أن تتحوّل إلى استخدام الطاقة والموارد بفعاليّة، وتعمل من دون ضخّ ملوّثات سامة في الجوّ، سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة.
ولا بدّ أيضا، بحسب التقرير، من التخلّص التدريجي من محطّات الكهرباء العاملة بالوقود الأحفوري وإيقاف بناء المشاريع الجديدة تلافيا لزيادة الاحترار العالمي الى أكثر من درجة ونصف الدرجة عن مستويات مرحلة ما قبل الصناعة والحدّ من انبعاثات ملوّثات الجوّ المنتشرة اليوم على مئات الكيلومترات.
وبالتزامن مع الاحتفالية العالمية تحت شعار “هواء نقي للجميع”، أشار برنامج الأمم المتحدة للبيئة في بيان صحفي أمس الى أن “الوثيقة الختامية لمؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، المعنونة بـ (المستقبل الذي نصبو إليه)، أظهرت التزام البلدان بالنهوض بسياسات التنمية المستدامة التي تدعم نوعية هواء صحية، في المدن والمستوطنات البشرية المستدامة، وتحدد خريطة طريق لتحقيق الازدهار للجميع وحماية البشرية”. وأكد أن “الدول الأعضاء ومن بينها الاردن تدرك ضرورة الحد بدرجة كبيرة من عدد الوفيات، والأمراض الناجمة عن التعرّض للمواد الكيميائية الخطرة، وتلويث/ تلوّث الهواء والماء والتربة، وكذلك الحد من الأثر البيئي السلبي الفردي للمدن، بما في ذلك إيلاء اهتمام خاص لنوعية الهواء وإدارة نفايات البلديات وغيرها، بحلول عام 2030”.
واجمل البرنامج في بيانه الآثار الصحية لتلوث الهواء، بأنها “اختراق جزيئات التلوث الصغيرة التي لا تُرى للرئتين ومجرى الدم والجسم، وهي التي تعد مسؤولة عن نحو ثلث الوفيات الناجمة عن السكتات الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة وسرطان الرئة، فضلاً عن ربع الوفيات الناجمة عن الأزمات القلبية”.
في حين تعد ملوثات المناخ قصيرة العمر من بين تلك الأكثر ارتباطًا بكل من الآثار الصحية، والاحترار قريب المدى لكوكب الأرض، والتي تبقى في الأجواء لمدة تصل إلى بضعة أيام أو حتى عدة عقود، لذلك فإن الحد منها قد يكون له فوائد صحية ومناخية فورية تقريبًا لمن يعيشون في أماكن تنخفض فيها المستويات.

نقل عن الغد

Exit mobile version