عمان- أظهر تحليل دولي جديد أن “عدد تنبيهات الحريق في جميع أنحاء العالم ارتفعت بنسبة 13 % منذ مطلع نيسان (أبريل) الماضي مقارنة بالعام 2019″، فيما تعاملت كوادر المديرية العامة للدفاع المدني في مختلف محافظات المملكة مع 173 ألف حريق منذ بداية العام الحالي، وحتى نهاية الشهر الماضي.
وفي الوقت الذي حذر فيه التحليل الصادر عن الصندوق العالمي للطبيعة أمس، من أن “حرائق الغابات للعام الحالي على مستوى العالم قد تكون أسوأ من العام الماضي”، أكد رئيس شعبة العمليات في المديرية العامة للدفاع المدني، المقدم أحمد زيادات، أن “السبب الرئيس للحرائق التي شهدتها مختلف المناطق في المملكة منذ بداية العام كانت بهدف الحصول على الحطب، أو بدافع التسلية، أو للانتقام”.
وقال زيادات، لـ”الغد”، إن “مساحة المحاصيل الزراعية المحترقة وصلت لنحو 40 ألف دونم منذ بداية العام، في حين قدرت مساحة الأعشاب التي احترقت بـ179 ألف دونم”، لافتا إلى استشهاد أحد مرتبات الدفاع المدني خلال مكافحة حريق أعشاب جافة في محافظة عجلون، وتعرض آخرون لإصابات خلال عمليات مشابهة في المناطق الوعرة.
وأضاف، أن “فصل الصيف يكثر فيه التعامل مع حرائق الأعشاب، والمزروعات والغابات، نتيجة للعديد من السلوكات الخاطئة التي يمارسها البعض أثناء القيام بالنشاطات المختلفة، حيث يتم توفير آليات إطفاء متخصصة لمعالجتها وبأعداد مناسبة، وزعت على المراكز المنتشرة بالقرب من المناطق الحرجية، وذلك لتحقيق مبدأ سرعة الاستجابة بالتعامل مع هذه الحوادث”.
ودعا الزيادات المواطنين الى “إخماد نار الشواء والطهي باستخدام الماء، أو طمرها بالتراب، قبل مغادرة مواقع التنزه في الأماكن المخصصة لذلك، وعدم رمي أعقاب السجائر على قارعة الطرقات، وبالقرب من المحاصيل الحقلية، ومراقبة الأطفال وعدم السماح لهم بالعبث بمصادر الاشتعال لا سيما في المناطق العشبية، مع ضرورة اجتثاث الأعشاب قبل جفافها، وعدم التخلص منها بالحرق، تجنباً لامتداد ألسنة اللهب للمناطق المجاورة”.
وتعد استمرارية ارتفاع درجات الحراة، وتكرار موجات الجفاف بسبب تغير المناخ، وإزالة الغابات الناجم بشكل أساسي عن تحويل الأراضي للزراعة سبباً رئيسياً في أن يكون العام الحالي قياسيا بالنسبة لعدد الحرائق التي شهدتها مدن العالم، وفق نتائج تحليل الصندوق، الذي أجراه بالشراكة مع مجموعة بوستن للاستشارات.
ويسلط التحليل الدولي الضوء على مسؤولية البشر عن 75 % على الأقل من الحرائق التي اشتعلت في الغابات، في وقت يحذر فيه من “استمرارية الاتجاهات الحالية التي تؤدي إلى الحرائق، إذ ستكون هناك عواقب وخيمة على المدى الطويل بسبب إطلاق ملايين الأطنان الإضافية من ثاني أكسيد الكربون”، بالإضافة إلى “الآثار المباشرة التي تقضي على التنوع البيولوجي، وتدمير النظم البيئية الحيوية، وتهديد الأرواح والممتلكات وسبل العيش والاقتصادات، ومخاطر المشاكل الصحية الحادة طويلة الأمد التي ستلحق بالملايين حول العالم”.
(نقل عن صحيفة الغد)