التقطت الأقمار الاصطناعية صوراً مثيرة لجبل جليدي ضخم أطلق عليه اسم A68A خلال مراحل ذوبانه.
وانفصل الجبل الجليدي عن الجرف الجليدي المعروف باسم لارسن-سي في شبه جزيرة أنتاركتيكا وبدأ في الذوبان على مدار ثلاثة أشهر مطلقاً نحو 152 مليار طن من المياه العذبة – أي ما يعادل 20 ضعف حجم بحيرة لوخ نيس الشهيرة أو 61 مليون حمام سباحة أوليمبي، وفقاً لدراسة حديثة.
وبدأ الجبل الجليدي رحلته الملحمية التي استمرت ثلاث سنوات ونصف قطع فيها 4000 كيلومتر عبر المحيط الجنوبي. تبلغ مساحة الجبل نحو 5719 كيلومترًا مربعًا – أي ربع مساحة ويلز – ليصبح سادس أكبر جبل جليدي على الأرض.
وفي نهاية عام 2020 ، حظي الجبل باهتمام واسع النطاق، فقد اقترب للغاية وبشكل مقلق من جورجيا الجنوبية، ما أثار مخاوف من أضرار قد تلحق بالنظام البيئي الهش للجزيرة بسبب الجبل الجليدي، بحسب ما نشر موقع “فيز.اورغ”.
واستخدم باحثون من مركز المراقبة والنمذجة القطبية (CPOM) ومركز مسح القطب الجنوبي البريطاني (BAS) قياسات حصلوا عليها من خلال الأقمار الصناعية لرسم خريطة لجبل الجليد الضخم وتابعوا من خلالها تغير سُمكه خلال دورة حياته بعد انفصاله عن القارة المتجمدة الجنوبية.
وأظهر الباحثون في الدراسة أن الجبل قد ذاب بدرجة كافية أثناء انجرافه ما منع حدوث تلفيات لقاع البحر حول جورجيا الجنوبية.
ومع ذلك ، كان أحد الآثار الجانبية للذوبان هو إطلاق 152 مليار طن من المياه العذبة على مقربة شديدة من الجزيرة – وهو اضطراب يمكن أن يكون له تأثير عميق على الموائل البحرية للجزيرة والتي تعيش الكائنات الحية والبحرية على شواطئها في المياه المالحة.
وخشي العلماء أيضاً أن تتسبب قاعدة الجبل الجليدي في مقتل الحيوانات البحرية أو أن يتسبب في تغير تيارات المحيط ما يؤدي لتغير طرق بحث الكائنات عن مصادر غذائها.
وتكشف الدراسة الجديدة أن الجبل اصطدم بقاع البحر لفترة وجيزة فقط لم تؤثر كثيراً على النظام البيئي للمنطقة.
وبحلول الوقت الذي وصل فيه الجبل إلى المياه الضحلة حول جورجيا الجنوبية، تقلص عرض الجبل الجليدي إلى 141 مترًا تحت سطح المحيط، وهي منطقة ضحلة بما يكفي لتجنب الاصطدام بقاع البحر الذي يبلغ عمقه حوالي 150 مترًا.
في العامين الأولين من عمره، سافر الجبل الجليدي عبر المياه الدافئة شمالاً متحركاً بشكل متسارع وبدأ في الذوبان. وتقلص الجبل الجليدي بمقدار 67 مترًا عن سمكه الأولي البالغ 235 مترًا ، لكن معدل الذوبان ارتفع بشكل حاد مع انجراف الجبل في بحر سكوتيا حول جورجيا الجنوبية.
وقالت لورا جريش، أخصائية نظم المعلومات الجغرافية ورسم الخرائط في مركز BAS البريطاني والمؤلفة المشاركة في الدراسة: “كان من الرائع تتّبع مسار الجبل الجليدي منذ انفصاله وحتى تمام ذوبانه. سمحت لنا القياسات المتكررة بمتابعة كل تحركاته حيث انطلق ببطء شمالًا عبر الزقاق الجليدي في بحر سكوتيا ، ومن هنا اكتسب السرعة واقترب من جزيرة جورجيا الجنوبية “.
وانجرفت المياه العذبة الباردة المنطلقة من الجبل الجليدي مع تيارات المحيط والرياح واختلطت بالمغذيات الطبيعية للكائنات في المنطقة.
يُذكر أن الجبل الجليدي كان يذوب بمعدل 7 أمتار مكعبة شهريًا.