أوراق _ أمل غوانمة
نشر أطلس البلاستيك لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تقريرا يوضح أن الحالة الإنتاجية للبلاستيك تعد الأخطر منذ عام 2005 في الأردن والعالم.
وجاء في الأطلس الذي أطلقته مؤسسة هينرش بل، أن “استخدام البلاستيك وإنتاجه يتسارع على نحو خطر في الأردن والعالم، بعد عام2005، بحث إن بضع شركات متعددة الجنسيات، تتحكم بالسوق وتستثمر نحو 200مليار دولار لزيادة قدرتها على انتاج مزيد من البتروكيماويات”.
وذكر الأطلس أن “البلاستيك يؤجج التغير المناخي، إذا استمرت الاتجاهات الحالية، قد يتسبب بنحو 56جيجا طن من انبعاثات غازات أكيد الكربون بحلول عام 2050، أي قد يكلف من 10 الى 13% من ميزانية الكربون المتبقية”.
وفي الشأن الأردني بين الأطلس أن “الإجراءات الحكومية تقتصر على النفايات الصلبة، ومبادرات خجولة للفرز وإعادة التدوير”، وهي مبادرات تقدمها منظمات بيئية ومؤسسات مدنية بعيدا عن الخطط والبرامج الحكومية.
فيما أشار التقرير الأردني الى أن “معدلات النفايات الصلبة تزايدت لتصل الى نحو مليون و662 الف طن سنويا، برغم من وجود تشريعات تؤطر هذه العملية”.
وصرح منسق برنامج العدالة في مؤسسة هينرش بل فرع (فلسطين والأردن) نضال عطاالله خلال جلسة الأطلس الإلكترونية “التي تنوعت في مكاتب المؤسسة”، أن “دولا عربية حاولت أن تجابه هذه المشكلة بشكل أساسي، باصدار قرارات وقوانين تمنع استخدام الأكياس البلاستيك”.
وأضاف “أن سبل التنفيذ لم تكن ناجحة بشكل كامل حتى اللحظة،وتتطلب جهدا توعويا كبيرا وارادة سياسية متينة، كما أن على المجتمع المدني أن يسهم بخلق التغيير”.
وحذر من إجتياح البلاستيك حياتنا خاصة وأنه يلوث كل ما يلمس، وأنه يدمر نظمنا الإيكولوجية، ويقتل الكائنات الحية ويضر بصحتنا ويساهم بالتغير المناخي”.
وتشير البيانات أن العالم أنتج من البلاستيك بين أعوام 1950 و2017 نحو 400مليون طن انتج منه 9.2مليار طن، أي أكثر من طن واحد لكل فرد يعيش على سطح الأرض.
ويذكر عطاالله “أن أقل من 10% من البلاستيك المنتج حتى اللحظة يعاد تدويرة، ما يدل على أن هذه الخطوة لا تمثل الحل، فشركات البتروكيماويات، ومصنعو هذه المادة يستثمرون المليارات لتوسيع إنتاج هذا القطاع والعلامات التجارية الإستهلاكية تواصل بقوة بفتح أسواق في مناطق جديدة في آسيا وإفريقيا وأميركا الجنوبية”.
وحذرت مديرة مؤسسة هينرش بل(فلسطين والأردن) د.بتينا ماركس خلال الندوة، من أن “البلاستيك يؤدي الى مشاكل كبيرة في بلاد العالم، وأضرار جسيمة مرتبطه به، بات بالإمكان رؤيتها في أنحاء العالم”.
وبينت مديرة قسم السياسات البيئية الدولية في المؤسسة ليلى فوهر أن “هنالك روايتين عالميتين للتعامل مع البلاستيك،الأولى تستند على أحاديث التجار وصناع السياسات ممن يلقون باللوم على المستهلكين لهذا المنتج، وأنهم سبب التلوث الناجم عن استخدامه لكونهم يلقون بالمخلفات في أماكن مختلفه، وهذا كلام عار عن الصحة ولا يسهم بإيجاد الحلول”.
والرواية الثانية والأكثر صحة بحد قولها هي أن “ثمة مشكبة تلوث بلاستيكي عالمي تؤدي لاحداث اضرار جسيمة”.
ونشطتمؤسسة هينرش بل باستحداث ما يعرف ب”أطلس البلاستيك” للوقوف على حيثيات أزمة البلاستيك عالميا ووضوع مؤشرات وبيانات ومعلومات وتوقعات تتطرق للجوانب الإجتماعية والإقتصادية والصحية والبيئية والنوع الاجتماعي والسياسي، بعد أن أصبحت الحاجة لهكذا مصدر ملحه وضرورية.