وادي الأردن على خريطة الإبداع: ملتقى “مسارات الإبداع” يفتح آفاقًا جديدة للشباب والنساء

د. زينة حمدان – أوراق ميديا

البحر الميت – 16 أيلول 2025

في مشهد يليق بتاريخ وادي الأردن العريق، اجتمع 150 شابًا وشابة من رواد الأعمال والمبدعين وصناع القرار، في قصر الملك الحسين بن طلال على ضفاف البحر الميت، لإطلاق ملتقى “مسارات الإبداع في وادي الأردن”، بتنظيم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأردن، وبالشراكة مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، وتمويل من حكومة اليابان.

الملتقى جاء ضمن مشروع “مسارات آمنة للشباب والنساء المعرضين للمخاطر”، ليفتح حوارًا جادًا حول الدور الذي يمكن أن تلعبه الصناعات الثقافية والإبداعية في تحفيز التنمية الاقتصادية الشاملة، وبناء مجتمع أكثر صمودًا وعدالة.

وادي الأردن… من التاريخ إلى المستقبل

الأمين العام للشؤون الإدارية والمالية في وزارة الاقتصاد الرقمي، سميرة الزعبي، أكدت أن دمج الابتكار في التحول الاقتصادي “عامل محوري ضمن رؤية التحديث الاقتصادي، بما يضمن مشاركة أوسع للشباب والمجتمعات الريفية”، مضيفة أن وادي الأردن ليس فقط “جزءًا من تاريخنا، بل منبع إمكانات إبداعية هائلة علينا تحريرها واستثمارها”.

أما نائبة الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ماجدة العساف، فرأت أن الثقافة والإبداع “ليسا هامشًا في عملية التنمية، بل جزءًا من بنيتها التحتية”، مشيرة إلى أن الملتقى يركز على الاستثمار في طاقة وقيادة شباب وادي الأردن لتعزيز العدالة الاقتصادية والاندماج الاجتماعي.

ومن جانبه، أوضح السفير الياباني في الأردن، هيديكي أساري، أن هذا الملتقى يبرز “كيف يمكن للصناعات الإبداعية والثقافية أن تتكامل مع المرونة الرقمية والاجتماعية والاقتصادية للشباب والنساء، عبر نهج الأمن الإنساني الذي يركز على التمكين والتماسك المجتمعي”.

الشباب يتحدثون: لماذا نحن هنا؟

لم يكن الملتقى مجرد منصة رسمية، بل كان مساحة للشباب أنفسهم للتعبير عن تطلعاتهم.

تقول سالي النعيم: “جئنا إلى هنا لأن وادي الأردن ليس فقط أرضًا وتاريخًا، بل تراث حي وطاقة كامنة للابتكار. نحن نطمح أن نكون جزءًا من جيل يحوّل هذا التراث إلى مشاريع واقتصاد إبداعي يسند الأردن.”

وتضيف رقية دغيمات: “وجودنا اليوم يؤكد أن الصناعات الإبداعية والثقافية ليست مجرد نشاط اقتصادي، بل هي هوية وقيم. نحن هنا لنثبت أن شباب وادي الأردن قادرون على صياغة مستقبل مختلف، أكثر عدالة وفرصًا.”

أما أحمد الخرابشة، فاختصر رؤيته قائلاً: “هذا الملتقى هو ترجمة عملية لرؤية الأردن كمحرك للنمو الاقتصادي عبر الإبداع. طموحي أن أرى وادي الأردن مركزًا إقليميًا للإنتاج الثقافي والابتكار الأخضر، حيث نصنع نحن الشباب الحلول بدلًا من انتظارها.”

نحو اقتصاد إبداعي شامل

توزعت أعمال الملتقى على أربع ورش متوازية، تناولت موضوعات السياحة الزراعية والنظم الغذائية، والصناعات القائمة على الهوية، والمرونة الرقمية، وريادة الأعمال الخضراء، حيث طرح خبراء محليون رؤى عملية لبناء شراكات بين القطاعين العام والخاص.

وفي ختام الفعالية، شدّد المشاركون على أهمية توجيه الاستثمارات وتطوير السياسات وبناء شراكات أوسع لدعم الاقتصاد الإبداعي في الأردن، وتمكين الشباب والنساء في المناطق الأقل حظًا، ليكون وادي الأردن نموذجًا للابتكار والتنمية المستدامة.


Exit mobile version