أوراق ميديا _رزان المومني
التلوث آفة هذا العصر والشبح الأكبر الذي يهدد العالم ويعبث بكوكب الأرض، فالتلوث هو زيادة في كميات المواد السائلة الغازية والصلبة بنسب مرتفعة جدًا في الطبيعة حتى أصبحت غير قادرة على تحليلها أو التخفيف منها، والتلوث البيئي ظاهرة غير طبيعية ناجمة عن عناصر ملوثة تُحدث تغييرات سلبية كبيرة بحق البيئة.
ويعود ذلك للأنشطة البشرية السيئة ، من التجارب العلمية والصناعات مخلفات المصانع، دخان السيارات، دخان السجائر وتسرب الاشعاعات النووية، المبيدات الحشرية، المياة العادمة ومياة الصرف الصحي وغيرها الكثير.
وينقسم التلوث لعدة أنواع منها تلوث الهواء، تلوث المياة تلوث التربة، التلوث الضوضائي، التلوث البلاستيكي، التلوث الإشعاعي التلوث الضوئي، التلوث الحراري والتلوث البصري.
وللتلوث مخاطر كارثية ومختلفة على صحة الإنسان فتلوث الهواء ناجم عن اختلاط الهواء بمواد ضارة وسيئة مثل دخان السيارات والمصانع وهو ما يتسبب بمشاكل و أمراض خطيرة مثل سرطان الرئة
إضافة للخطر الأكبر الناجم عن تلوث الهواء والمتمثل بثقب الأوزون والذي من أبرز آثارة تغير المناخ، الأحتباس الحراري تضرر النظم البيئية البحرية، وزيادة الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
وعن مخاطر تلوث الماء الناتج عن اختلاط المياه النظيفة بالمية العادمة والمياه الكيميائية ، مما يسبب الضرر للكائنات الحية على حد سواء، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، أن هنالك حوالي 5 ملايين شخص سنويًا يموت بسبب شرب المياه الملوثة.
وفي حديث مع رئيس جمعية البيئة الأردنية الصحفي علي فريحات قال إن مشاكل البيئة ومنها التلوث لا تعرف الحدود، وهذا العصر يشهد تحديات بيئية مختلفة أخذت تهدد الأجيال بسبب قيم ومثل وأعراف وأخلاقيات تؤصل في النفس أهمية التقدم الاقتصادي والإثراء المادي على حساب الاستغلال السليم لموارد الطبيعة، إن التحسين في مستويات المعيشة الذي تجلبه التنمية قد يضيع بسبب التكاليف التي قد يفرضها التردي البيئي على الصحة ونوعية الحياة.
فمن واجب كل فرد المحافظة على البيئة وتحسينها لمصلحة عامة الناس وفي إطار التنمية المستدامة حتى يتحقق له العيش في بيئة تتفق مع حقوقه وكرامته الإنسانية.
وأيمانًا بالدور الإعلامي المهم في قضايا البيئة بين فريحات أن دور الإعلام البيئي لا يقتصر على نقل الأخبار البيئية والتعريف بها أو بسرد المعلومات والتوجيهات البيئية للحفاظ على المجال البيئي كذلك الاهتمام بقضايا البيئة وحمايتها بصفة دورية ومستمرة وعلى مدار السنة .
ومن هنا جاء الاهتمام بالإعلام البيئي كونه ممارسة فعالة وبناءة لأصحاب القرار ودفعهم إلى إدراج البعد البيئي في جميع المخططات التنموية لان الإعلام البيئي بمفهومه الحديث إعلام تنموي وهو شريك أساسي في تحقيق التنمية من خلال مساهمته في وضع وتنفيذ وتقييم السياسات العمومية في مجال التنمية المستدامة
وأضاف أن تبني القضية البيئية التنموية في المؤسسات الإعلامية تأتي في العادة من قناعات صانعي ومتخذي القرار المبنية أساسًا على التوعية البيئية السليمة وبعد النظر والإدراك بالمسؤولية الاجتماعية والوطنية وتراعي متطلبات التنمية المستدامة كرسالة إعلامية واجبة تقتضيها المصلحة العامة كأحد أهم ركائز الإعلام البيئي التنموي.
وأكد فريحات أن الاعلام البيئي له دور كذلك على مستوى التشريع والقوانين سواء محليا او دوليا في اطار المنظمات المختصة لمعالجة القضايا البيئية التي تتطلب مسؤولية ومهمة السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية وكذلك مهمة ومسؤولية المنظمات الدولية.
وحول دور جمعية البيئة الأردنية في تنمية الوعي البيئي والمساهمة في التخفيف من أضرار التلوث وتفعيل دور الإعلام البيئي للحد من مشاكل البيئة بيّن فريحات أن الاستراتيجية الاعلامية للجمعية تشتمل على عدة محاور أهمها نشر الوعي والثقافة البيئية و احترام قوانين وتشريعات البيئة في مراكز الشباب والجامعات والمعاهد والمؤسسات التعليمية من اجل رفع الشعور بالانتماء إلى الوطن .
وأوضح أن الجمعية لديها مركز تدريب وبناء قدرات و استشارات مرخص ومجهز بكافة الامكانات و المعدات اللازمة للتدريب، حيثُ
تقوم الجمعية وبشكل مستمر في اعطاء دورات عن الاعلام البيئي وتمنح شهادات دبلوم في هذا المجال بحيث أن التدريب يكون في المركز عمان وكافة المحافظات .
وأشار فريحات أن الجمعية لديها موقع الكتروني إخباري بأسم نافذة البيئة و التنمية الاخباري يسعى دومًا إلى تغطية أخبار الجمعيات والمؤسسات و الهيئات البيئية و التطوعية و إبراز إنجازاتها و تسليط الضوء على مختلف القضايا و التحديات التي تواجه البيئة .
وعن دور الجمعية في جائحة كورونا نوّه أن الجمعية وظفت تقنيات الاتصال عن بعد منذ بداية جائحة كورونا للتوعية بآثار الجائحة على البيئة حيث قامت ببث الفيديوهات عبروسائل التواصل الاجتماعي .
رزان المومني