أوراق ميديا – في ظل التصعيد العسكري بين الكيان الإسرائيلي وإيران، تزايدت التساؤلات حول التأثيرات غير المباشرة لهذه الحرب، خاصة على البيئة والنشاط الزلزالي في المنطقة. ويُعد الأردن من الدول التي تقع على خط زلزالي نشط، ما يثير المخاوف حول احتمالية حدوث زلازل بسبب النشاط العسكري في الجوار، خصوصًا في منطقة الأغوار الواقعة على امتداد صدع البحر الميت التحويلي.
ما هو صدع البحر الميت التحويلي؟
صدع البحر الميت هو فالق جيولوجي نشط يمتد من خليج العقبة جنوبًا إلى جنوب تركيا شمالًا، مارًّا بالأغوار الأردنية، والضفة الغربية، ولبنان. يُعتبر هذا الصدع من أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا في الشرق الأوسط، وقد شهد زلازل مدمرة في الماضي مثل زلزال عام 1927 الذي خلّف أضرارًا جسيمة في القدس وأريحا وعمّان.
هل يمكن للحرب أن تحفّز الزلازل؟
بحسب دراسات علمية، فإن الانفجارات الضخمة، خصوصًا الناتجة عن تفجيرات عسكرية أو نووية، يمكن أن تُحدث اهتزازات أرضية تشبه الزلازل، وقد تساهم في تحفيز زلازل حقيقية في مناطق يكون فيها الصدع الجيولوجي تحت ضغط. أي أن الصدع قد يكون “مهيأ” للانزلاق، ويأتي التفجير كعامل محفّز فقط.
وقد وثّقت أبحاث زلزالية عالمية حدوث نشاط زلزالي متزايد بعد تجارب نووية في الهند، باكستان، وكازاخستان، لكن يبقى تأثيرها محدودًا من حيث المساحة والقوة.
الأردن في قلب الخطر؟
بما أن الأردن يقع مباشرة على خط صدع البحر الميت، فإن أي نشاط عسكري قوي في المناطق المجاورة (مثل الضفة الغربية، الجولان، أو جنوب سوريا) قد يرفع من احتمالية تحفيز الزلازل، وإن كانت الاحتمالية لا تزال منخفضة نسبيًا مقارنة بالأسباب الطبيعية.
لكن الخبراء يشيرون إلى أن الزلازل الكبرى تحتاج إلى تراكم طاقة طبيعية داخل الأرض عبر مئات أو آلاف السنين، ولا يمكن تفجيرها بسهولة إلا إذا كانت المنطقة على وشك الانزلاق أصلًا.
هل هناك ما يدعو للقلق؟
لا توجد مؤشرات حالية على زلزال وشيك في الأردن, لكن الاستعداد والوعي أمران مهمان، خصوصًا في المدن القريبة من الأغوار مثل: إربد، السلط، وعمّان, يجب تعزيز بنية المباني، وتفعيل خطط الطوارئ، وتوعية المواطنين بإجراءات السلامة الزلزالية
الحرب لا تخلق زلازل من العدم، لكنها قد تحفّز النشاط الزلزالي إذا تزامنت مع صدوع مشدودة جيولوجيًا. ولأن الأردن يقع على صدع البحر الميت النشط، فإن المراقبة العلمية والتأهب المدني يظلان الخيار الأفضل في مواجهة هذا النوع من المخاطر غير المباشرة.