عمّان – 28 تشرين الأول 2025
انطلقت اليوم أعمال مؤتمر المدن العادلة والمستدامة تحت عنوان “مدننا ما بعد”، الذي ينظمه المركز الإقليمي لعدالة الطاقة والمناخ لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع لمؤسسة فريدريش إيبرت (Friedrich Ebert Stiftung – FES)، بمشاركة واسعة من خبراء وممارسين وممثلين عن المجتمع المدني والحكومات والمؤسسات الأكاديمية من مختلف دول المنطقة.
ويُناقش المؤتمر هذا العام سؤالًا محوريًا: كيف تبدو مدننا بعد؟ — بعد الصراعات، بعد الكوارث الطبيعية، بعد الأزمات الاقتصادية. إذ يهدف إلى استشراف مسارات إعادة البناء العادل والمستدام، وتعزيز الحوار الإقليمي حول مفهوم “إعادة الإعمار من منظور العدالة المناخية والاجتماعية”، في إطار يضمن الشمولية والمرونة والمشاركة المجتمعية.
وفي تصريحٍ لها، قالت دينا كسبي، مديرة البرامج في المركز الإقليمي لعدالة الطاقة والمناخ، إن المؤتمر “يشكل محطة مهمة للتفكير في مستقبل مدننا بعد ما شهدته من صراعات وكوارث طبيعية وأزمات اقتصادية، من أجل إعادة البناء بشكل أكثر عدالة وإنصافًا واستدامة”، مضيفة أن المؤتمر “يمثل مساحة آمنة ومفتوحة لتبادل الخبرات الإقليمية وصياغة رؤى جماعية حول المدن العادلة والمستدامة بعد الأزمات”.
وشهد اليوم الأول فعاليات متنوعة بدأت باحتفالية “جين جاكوبس في مجتمعك المحلي – الدورة الثانية”، التي كرّمت مبادرات نسائية ومجتمعية من الأردن والعراق ومصر والمغرب، تميّزت في مجالات التنمية المحلية والمشاركة المجتمعية والاستدامة.
كما تناولت جلسة “مدننا في انتقال” التحولات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية التي تواجه المدن العربية في ظل التغير المناخي، بمشاركة خبراء من الأردن والعراق ومصر. وطرحت أوراق عمل متخصصة تناولت التحديات المناخية في بغداد، وصناعة المكان كأداة للصحة العامة، والحفاظ على التراث في إطار الاستدامة، وإطار إعادة الإعمار والتعافي المستدام.
وفي الجلسة المسائية، ناقش المشاركون في محور “التنقل دون عوائق” أهمية تطوير أنظمة نقل عادلة ومستدامة، تراعي احتياجات مختلف فئات المجتمع وتدمج التكنولوجيا النظيفة في قطاع النقل العام.
وأكدت دينا كسبي في ختام اليوم الأول أن هذا المؤتمر “يؤسس لمرحلة جديدة من التفكير الحضري في المنطقة، ويعزز الربط بين العدالة المناخية وإعادة الإعمار، بما يجعل مدننا أكثر مرونة وعدلاً وإنصافًا للناس والبيئة معًا”.
ويُذكر أن المؤتمر يتواصل على مدى ثلاثة أيام تتناول موضوعات ما بعد الصراع، والتعافي من الكوارث، ومدن الذكاء، وأصوات الشباب في إعادة تشكيل مستقبل المدن، في وقت تُكرّس فيه عمّان موقعها كمركز إقليمي للحوار حول العدالة المناخية والتحول الحضري المستدام.
