إربد ـ حازم الصياحين
تقع «بركة العرايس» في أقصى شمال غرب الأردن وتحديدا في لواء بني كنانة بمحافظة إربد إلى الشرق من الحمة الأردنية وقرية المخيبة الفوقا بحوالي 4 كيلومترات وعلى بعد كيلومتر واحد فقط جنوب مجرى نهر اليرموك.
وبحسب الباحث في مجال حماية البيئة وصون الطبيعة الدكتور احمد الشريدة، فان بركة العرايس هي البركة الطبيعية الجيولوجية الغائرة الوحيدة في الأردن، وتمتد على مساحة تقارب 10 دونمات مربعة بعمق يصل إلى 50 مترا ومحيط يبلغ حوالي 1.5 كيلومتر، وتعتمد البركة في تغذيتها المائية على مياه الأمطار ومجموعة من العيون والينابيع، أبرزها «عين محارب».
واشار الى ان البركة تعد مخزونا طبيعيا للتنوع البيئي؛ إذ تحتوي على حوالي 63% من التنوع الحيوي النباتي والحيواني الموجود في الأردن بما يشمل أنواعا فريدة من النباتات العطرية والطبية، بالإضافة إلى طيور وزواحف وحشرات نادرة، منها ما هو مهدد بالانقراض كـالضفدع الأخضر والجلغوم والسلحفاة الإغريقية.
وبين الدكتور شريدة، ان البركة تقع على المسار الرئيسي للطيور المهاجرة ضمن الصدع السوري الإفريقي، وتمر بها سنويا أكثر من مليون ونصف طائر مهاجر؛ ما يجعلها محطة طبيعية رئيسية للاستراحة والتزود بالماء والغذاء والتكاثر.
واوضح ان التغيرات المناخية التي عصفت بالمنطقة خلال السنوات الأخيرة أثرت بشكل مباشر على التزويد الهيدرولوجي للبركة، وتراجعت كميات الأمطار الهاطلة على أراضي التزويد المجاورة مثل ملكا والمنصورة وأم قيس؛ ما أدى إلى انحسار مساحة البركة إلى أقل من 1500 متر مربع حاليا.
ونوه بان هذا التراجع تزامن مع ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة خصوصا أن المنطقة تقع على ارتفاع -150 متراً تحت مستوى سطح البحر؛ ما أدى إلى زيادة كبيرة في معدلات التبخر، وإن استمر الوضع على ما هو عليه فإن البركة مرشحة للجفاف التام خلال الصيف الحالي.
وطالب الدكتور الشريدة إنقاذ البركة من خلال التحرك العاجل سواء بنقل الكائنات البرية المهددة إلى بيئات أكثر رطوبة مثل السدود أو من خلال ضخ مياه من نهر اليرموك إلى داخل البركة لضمان الحد الأدنى من بقائها حتى الموسم المطري المقبل.