سؤالٌ تمّ طرحُه على طالبةٍ في إحدى المدارسِ عن شخصيةٍ فلسطنيةٍ تُعتبرُ رمزاً من رموزِ فلسطين , فكانت الإجابةُ ( محمد عساف ) , أيُّ جيلٍ هذا الذي لم يعُد يعرفُ التاريخَ ؟ وايُّ افكارٍ باتت تسيطرُ على الجيل القادم ؟ وهل آن الآوان للغربِ أن يحصد ثمار جهده في عرقلةِ الجيلِ القادم ؟ من هو محمد عساف الذي يتمُّ ذكره كشخصيةٍ او رمزٍ من رموز فلسطين ؟ وأين ذهب الجهاد والمجاهدون , ورموز الفخر في فلسطين ؟ وهل ضاع حق أبناء غزة ودير ياسين تحت وطأة الغناء العربيّ ؟ سُحقاً لهذا الجيل الذي لم يعد يعرف سوى ارب ايدول , وذا فويس , وستار اكاديمي , تلك البرامج ذات الفكر الغربيّ , والرداء العربيّ , وكان الهدف واضحاً هو بناءُ جيلٍ يتراقصُ على إنهيار العروبةِ.
قبل أيامٍ قليلةٍ كان وقعُ خروج الفنان راغب علامة من برنامج ارب ايدول بمثابةِ الصاعقةِ , فتصدرت أخبارُ خروجهِ الصحفَ اليوميةَ والمواقعَ الإلكترونيةَ , وتعالت النداءات عبر الفيس بوك وتويتر تطالبُ بعودتهِ , شعرتُ وقتها أنّ راغب علامة سيحررُ القدسَ بعودته , أو أنه القائد الذي سيقودُ الأمة إلى الخلاصِ من الواقع المرير الذي تعيشُة , ( وإذا كان الأمر كذلك نحنُ نُطالب بعودةِ القائدِ راغب علامة للبرنامجِ ).
للأسف هذا هو الجيل , وهذه هى خيباتنا , فأصبح المطرب سفير بلاده , فلم أكن أدري بأنه سيأتي يوم ويقترن اسم الجزائر( ب دي دي واه ) بعدما كان يقترن اسمها ببلد المليون شهيد , وبلد عبد القادر الحسيني , وأصبح اسم لبنان يقترن بالحسناء هيفاء وهبي , صاحبة الجهاد الطويل التي قدمت الشهداء في الجولان , وكانت بمثابة المرأة التي دافعت عن بلادها , ولم تتوانى عن نصرة اهلها في لبنان من خلال أغانيها التي تبث الحماس في المجاهدين وخاصةً اغنية ( بوس الواوا , وانا هيفاء ) والتي أصبح يرددها الصغير قبل الكبير .
ولا ننسى بلد أبطالنا نور ومهند التي أصبحت في عهدهما تعجّ بالسياح من كل العالم , لرؤية القصر الذي تم تصوير المسلسل التاريخي الذي يحكي قصص الأبطال العرب على مر التاريخ , والذي حصد أكبر نسبة مشاهدين في الوطن العربي , وأذكر وقت بث مسلسل نور ومهند , أن الشوارع تصبح خالية , ويعم الهدوء في ارجاء البلاد العربية ( ربما حالة من حظر التجول )وخاصة أن أبطال المسلسل هم من رموز تركيا , ففي عهدهما ,زادت صادرات تركيا حتى وصلت الى 152مليار خلال العام الماضي , و تمكنت تركيا من الوصول إلى المرتبة الـ17 على قائمة أقوى الإقتصادات في العالم, من خلال مشاريع وتطوير لمرافق وبنى تحتية جديدة، في مقدمتها مطار جديد سيُكلف مليارات الدولارات في اسطنبول، وجسور وقنوات مائية , لذلك لاداعي لذكر اردوغان فربما لايعرفه الكثيرون , لأنه لم يكن من أبطال المسلسلات التركية .
هذا هو حالنا وحال الأحيال القادمة , نتراقص على أوتار الغرب في خطط هدفها سحق الإسلام , وللأسف بأيدي عربية , وأخاف ان يأتي يوم وتُرفع الأعلام العربية على أنغام هيفاء ونانسي واليسا , وتُنكس الأعلام لوفاة مطرب يمثل شعبه.
