اوراق: أعلنت الجزائر ولأول مرة ظهور طاعون “المجترات الصغيرة” وتفشي الحمى القلاعية، وتسبب هذا الوباء في نفوق آلاف رؤوس الماشية حتى يناير الحالي وسط مخاوف من تفشي هذا الطاعون في ثروة الجزائر الهامة من الأغنام والتي تقدر بأكثر من 25 مليون رأسا من الماشية.
وخشية من تمدده، قررت السلطات الجزائرية إغلاق أسواق المواشي إلى غاية بداية شباط / فبراير الجاري ومنع تنقلها بين المحافظات وتطهير أماكن تواجدها.
وتم اكتشاف الحالات الأولى من المرض قبل شهرين من هذا التاريخ في عدة محافظات أبرزها محافظة تبسة الواقعة على الحدود مع تونس وبجاية والأغواط والجلفة.
ومؤخرا تمدد الطاعون إلى محافظات أخرى: بسكرة، أم البواقي، وتبسة والمدية وسعيدة وتيارت والنعامة ومحافظة تلمسان.
ومن المرتقب أن تشرع المصالح البيطرية منتصف الشهر الجاري في حملة تلقيح رؤوس الماشية، وخصصت السلطات المعنية ميزانية تقدر بـ 400 مليون دينار لشراء اللقاح ضد طاعون المجترات الصغيرة.
وأعلن وزير الفلاحة الجزائري، عبد القادر بوعزقي، أن “الأمراض الوبائية التي مست الثروة الحيوانية في الفترة الأخيرة، تسبّبت في نفوق 2000 رأس من الماشية”.
وقال الوزير، خلال اجتماع بمربي المواشي بالجلفة (جنوب)، إن وزارته “تعمل على متابعة الموضوع في كل الولايات ساعة بساعة، وخاصة في الولايات الرعوية السهبية التي بها الملايين من رؤوس الأغنام، مثل ولايات الجلفة والبيض وسعيدة والنعامة”.
وألقى هذا الطاعون بظلاله على أسعار المواشي واللحوم الحمراء في الأسواق، وقفز سعر الكيلوغرام الواحد من اللحم إلى 1700 دينار جزائري أي ما يعادل 17 دولارا.
ويقول في الموضوع رئيس جمعية حماية المستهلك، مصطفى زبدي، إن الجمعية تتابع عن كثب هذا الملف لأنه يتعلق بالقدرة الشرائية للمستهلك الجزائري.
ويؤكد زبدي، أن طاعون المجترات الصغيرة هو عبارة عن مرض فيروسي، يصيب أساسا الأغنام والماعز، وله خواص مشتركة مع الفيروس المسبب لطاعون الأبقار، وهذا المرض معروف جدا بإفريقيا الغربية يرجح أنه اجتاح الجزائر عن طريق الحدود الجنوبية للبلاد، فلم يسبق له وأن ظهر من قبل في الجزائر.
ويوضح أن السلطات المعنية اتخذت جملة من الإجراءات الاحترازية تتمثل في منع نقل الماشية بين المحافظات وتلقيح الماشية وتعقيم مناطق التربية، ويضيف أنه ولحد الساعة تم حصر الوباء في بعض المحافظات.
ويقول رئيس جمعية حماية المستهلك الجزائري مصطفى زبدي، إن أسعار اللحوم شهدت ارتفاعا غير مسبوق رغم الوعود التي تقدم بها وزير الفلاحة الجزائري، وهو ما أثقل جيب المواطن، وبخاصة أن مربي المواشي امتنعوا عن ذبحها اعتقادا منهم أن الأسعار ستلتهب أكثر.