كسب التأييد و البيئة

*بقلم:أ.سماح سلطان

كثيرا ما نستخدم أو نسمع بمصطلح كسب التأييد،أو كما هو متعارف عليه في بلاد أخرى بحملات الضغط و المناصرة مما يجعلنا نعتقد بأن هذا الفهوم معروف و مفهوم للكثير. غير أن هذا غير دقيق. فما هو كسب التأييد و ما هي أوجه تطبيقه بشكل عام والبيئي بشكل خاص؟ متى تكون الحملة ناجحة و ما مراحلها الأساسية؟
يراد بكسب التأييد النشاط الذي يقوم به الأفراد أو المجموعات بهدف التأثير بصناع القرار في المجالات السياسية، الإقتصادية و الأنظمة الإجتماعية و داخل المؤسسات. و تشكل هذه النشاطات شكلا من أشكال الضغط للتأثير في صناع القرار او السياسات او أي نظام سياسي لتغيير أو إصلاح سياسة قائمة أو قانون حالي. و من الأمثلة على حملات كسب التأييد في الأردن الحملة الوطنية للقضاء على ما يسمى بجرائم الشرف و التي بالرغم انها لم تتمكن من الغاء المادة 340 من قانون العقوبات إلا أنها حققت مكاسب تشريعية بنجاحها بإلغاء المادة 308.
هذا بشكل عام، أما كسب التأييد البيئي فهو أشكال متعددة من النشاطات و الأعمال و الاهتمامات و التي تتضمن العمل على بعض أشكال القانون البيئي و السياسات البيئية. وأحيانا ما يكون التركيز فيها على استخدام الإنسان للطبيعة كما هو الحال في التخطيط العمراني كما و يتضمن بالاضافة إلى ذلك أشكال أكثر خصوصية من ذلك كتحرير كتب و رسائل و حضور لقاءات مجتمعية و المشاركة في الاحتجاجات. و للتوضيح أكثر فإن المدافع بأي شأن بيئي متوقع منه القيام بعدد من الأمورمنها: الضغط و التشبيك في مجال التشريعات البيئية لاستحداث تشريع غير موجود أو تعديل تشريع قائم، العمل مع وسائل الإعلام لانجاح الحملة، تنظيم الفعاليات البيئية و إيجاد التمويل اللازم.
و من الأمثلة على حملات كسب التأييد البيئي الحملات التي تقوم بها الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية في مدينة العقبة. أذكر منها على سبيل المثال حملة شواطئنا ليست للبيع و التي كانت حملة ناجحة هدفت للحفاظ على ما تبقى من الشواطئ العامة من تحولها إلى مشاريع سياحية أو استثمارية مغلقة على مرتاديها. و قد حققت هذه الحملة نتائجها عندما تمكنت الحملة من إقناع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بإضافة فئة الشواطئ العامة في مخططها الشمولي لاستعمالات الأراضي في العقبة، و من ثم موافقة مجلس الوزراء على ذلك و نشره في الجريدة الرسمية، الأمر الذي سوف يساهم في الحفاظ على البيئة البحرية الهشة و حقوق أصحاب العلاقة.
و يقودنا هذا لإلقاء الضوء على أهم عوامل نجاح حملات كسب التأييد و التي يجمع الخبراء على أنها تدور حول قيام فريق الحمله بالبحث الجيد، تحديد أهداف واضحة و خطة تفصيلية، بالإضافة إلى فريق منظم يعرف القنوات الصحيحة اللازمة لتحقيق الهدف.
تجدر الإشارة إلى أنه بالرغم من عدم شعبية حملات كسب التأييد لدى البعض ،إلا أنها من أهم الأساليب التي تتم من خلالها ممارسة المسؤولية الإجتماعية من الأفراد و الجماعات في مجتمعاتنا الحديثة. و قد تكون قد استخدمت بأشكال مختلفة منا في السابق دون أن نعيها بشكلها المنظم و المدروس المعروف حاليا.
* محامية و ناشطة حقوقية بيئية

Exit mobile version