- اظهرت صور نشرتها وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» انخفاضاً كبيراً في مستويات التلوث في الصين، بسبب التباطؤ الاقتصادي الناجم عن فيروس «كورونا»، والذي أدى إلى إغلاق مئات المصانع، ووضع آلاف الأشخاص في الحجر الصحي.
وكشفت خرائط «ناسا» انخفاضاً في مستويات ثاني أوكسيد النيتروجين هذا العام، على خلفية الانخفاض القياسي في نشاط المصانع في الصين، حيث يتوقف المصنّعون عن العمل في محاولة لاحتواء فيروس «كورونا»، وفقاً لما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
ولاحظ علماء «ناسا» انخفاض مستويات ثاني أزكسيد النيتروجين، وهو غاز ضار ينبعث من السيارات والمنشآت الصناعية، بالقرب من مصدر تفشي المرض في مدينة ووهان، قبل انتشاره في جميع أنحاء البلاد.
وسجلت الصين ما يقرب من 80 ألف حالة إصابة بالفيروس منذ بدء تفشي المرض.
وقد انتشر المرض إلى أكثر من 50 دولة، لكن الغالبية العظمى من الإصابات والوفيات تقع في الصين، حيث نشأ الفيروس في أواخر العام الماضي.
وقال فيي ليو، باحث متخصص في قياس جودة الهواء في مركز «غودارد لرحلات الفضاء» التابع لـ«ناسا»، إن هذه هي المرة الأولى التي يشهد فيها مثل هذا الهبوط الدراماتيكي على مساحة واسعة لحدث معين.
وأضاف ليو أن الانخفاض هذه المرة أسرع ممّا مرّت به الصين من ظرف مشابه حين انخفضت مستويات ثاني أوكسيد النيتروجين عام 2008 بشكل تدريجي في أثناء الركود الاقتصادي.
وتُعد مدينة ووهان الصينية بين مراكز الصناعات المعدنية، إذ تُصمم فيها 60 في المئة من سكك الحديد للقطارات السريعة في البلاد. وتجذب مصانعها عدداً هائلاً من العمال. وقدّر رئيس بلدية المدينة عددهم بنحو خمسة ملايين عامل.
كما أنها تعد رائدة في التقنيات الحديثة أيضاً. وصنّفها مركز «ميلكن إنستيتيوت» في 2019 في المرتبة التاسعة على لائحة المدن الصينية «الأفضل أداءً»، في قطاعات تتراوح بين صناعة الكومبيوترات والطب الحيوي.
وتضم المدينة نحو 160 شركة يابانية تعمل في العديد من القطاعات.
وتفيد أرقام نشرتها صحيفة «شانغليانغ ديلي» بأنها تضم أكثر من عشرة مصانع لإنتاج السيارات ونحو 500 شركة لتجهيزات السيارات، في قطاع تُقدّر قيمته بنحو 400 بليون يوان (52.3 بليون يورو)، فيما بلغ إنتاج المدينة نحو 1.7 مليون سيارة في 2018. (عن “الشرق الأوسط”)