اوراق – تعتبر بداية الموسم الحالي ضعيفة مقارنة النمط العام لمناخ المملكة وبلاد الشام عامة، علما بأننا لا نزال بفصل الخريف فلكيا، حيث تميزت الفترة الماضية خلال شهر تشرين اول ما مضى من تشرين ثاني بتأثير 4 حالات من عدم الاستقرار جوي، وتركزت بشكل متفاوت على أجزاء مختلفة من المناطق الشرقية الوسطى، في حين كان نصيب المناطق الشمالية الغربية من المملكة الأقل حظا نظرا لعدم تأثر المملكة بمنخفض جوي من البحر المتوسط.
وحسب أرشيف الأرصاد الجوية فإن تأخر المنخفضات الجوية في فصل الخريف تكرر بعدة مواسم وانتهت بعضها اعلى من المعدلات المطرية واخرى اقل او حول المعدلات المطرية كما نلاحظ في الصورة المرفقة من أرشيف الأمطار مطار ماركا المدني لشهر تشرين ثاني.
نذكر بعض من هذه المواسم التي شهدت ضعف في المنخفضات الجوية خلال فصل الخريف
لعل ابرزها الموسم الشهير 1991_1992 والذي شهد تأخر واضح ببداية الموسم المطري وكان اول منخفضات ذلك الموسم القوي ببداية شهر كانون أول ورغم التأخر إلا أنه كان أحد أقوى مواسم المملكة مطريا وابردها حيث تجاوزت الأمطار معدلاتها بنسب تراوحت بين 150_200 % وتأثرت المملكة خلال شهري كانون ثاني وشباط بخمسة عواصف ثلجية قوية عدا عن تواصل هطول الأمطار خلال اغلب ايام الشتاء.
كذلك موسم 1999_2000 أيضا شهد تأخر كبير في بداية الموسم المطر (حتى نهاية شهر كانون أول) وكان الخريف خامل جدا دون فعاليات جوية تذكر حيث بدأ أول منخفض جوي ماطر ببداية شهر كانون ثاتي وتوالت المنخفضات الجوية خلال فصل الشتاء بزخم عالي وشهدت البلاد عاصفة ثلجية قوية 27 و28 _1 _2000 وكان فصل الشتاء نشط وعوض نسبيا النقص الذي حصل خلال فصل الخريف بحيث اقترب كثيرا من المعدلات المطرية العامة.
أيضا من المواسم المطرية التي تأخرت وكانت ضعيفة عموما لعل أبرزها موسم 1998_1999 الشهير والذي يعتبر أحد أضعف المواسم المطرية في سجلات المملكة حيث رغم تأخر الأمطار إلا أنها كانت شحيحة على كافة الأشهر باستثناء شباط الذي كان أفضل نسبياً وانتهى الموسم المطري بنسب متدنية جدا لم تتجاوز 50% بأفضل أحوالها.
ومراجعة لما ذكرناه بالتقرير أعلاه نستنتج ان تأخر الموسم المطري او تبكير الموسم المطري لا يكون مؤشر ضعف أو قوة للموسم المطري بشكل كامل لان حسب تقارير الأرصاد الجوية نسبة أمطار الخريف ( شهري 10 و 11 على اعتبار شهر 12 من فصل الشتاء) لا تتعدى 7% من أمطار الموسم كامل.
