أوراق ميديا _ أمل غوانمة
“العيش البيئي الذكي لا يتجزأ ولا يميل الى طرف دون آخر ويحتاج إلى بيئة نظيفة تسهل متطلباته”
“50% من الموارد الحيوانية على كرة الأرض قد استنزفت خلال الخمسين سنة الماضية، وتخوف من استنزاف ما تبقى”
“العالم سيدمر خلال 12 عام إن لم تتخذ الدول المعنية قرارات جذرية وحاسمة لحماية المناخ من الإنهيار المحقق”
في حديث صحفي خاص ل”أوراق ميديا” أوضح سعادة الدكتور طلال أبو غزالة أبعاد الضرر والخطر البيئي الذي تسبب به الإنسان خلال عصر التكنولوجيا والتطور العلمي والصناعي، ومدى التأثير المتوقع على البشرية في المستقبل القريب من كوارث بيئية محتملة وأبرز الحلول التي يمكن إستغلالها كدرع وقاية.
حيث أكد أبو غزالة أن العالم وصل لمرحلة يتوجب عليه فيها المسارعة في إيجاد حلول حقيقة لمواجهة الكوارث البيئية الحالية والمستقبلية قبل تفاقم شدة الخطر ، إذ تعتبر الإجتهادات في تقديم إجراءات لمعالجة الخطر البيئي القادم إجراءات علاجية فقط.
وربما ساهمت في إبطاء تفاقم الأذى ولكنها لم تعالج إلا القدر البسيط من المعضلة على أهميتها، إذ أن منع استخدام السوائل المضغوطة واستبدال المواد البلاستيكية بالمواد الورقية ،والتحكم في الانبعاثات الضارة بطبقة الأوزون، وغير ذلك، لن تصلح المشكلة ولن تحمينا في المستقبل، مشيرا بذلك إلا تحذيرة لما وصلنا إلية في مقالته التي نشرها عام 2019.
ويفيد بأن هذه الإجراءات على أهميتها وعلى دقة تطبيقها في الكثير من دول العالم، فإنها لم تعالج إلا قدر بسيط من المعضلة لأن المشكلة الكبرى هي في الصناعة بمختلف أشكالها، أبرزها تلك التي تبعث الكربون المدمر للبيئة من فوهاتنا.
وعن المفارقة بين الأعوام السابقة واللاحقة العالم
أكد أبو غزالة أنه ساهم منذ أعوام مضت في تحذير المجتمع الدولي بخطر “التغير المناخي” وتداعياته ومازال يُحذر من مستقبل غير مضمون، إذ أن مشاكل التلوث إضافة لشح الموارد قد تتسبب في إنقراض الحضارة، ويأتي الشح من “الإستنزاف” إذ إن 50% من الموارد الحيوانية على الكرة الأرضية قد انقرضت خلال الخمسين سنة الماضية ويتوقع في الخمسين سنة القادمة أن نكون قد استنفذنا ال50% الباقية!
وفي السياق يذكر أبو غزالة أن “بيل جيتس” _الملياردير الأمريكي ومؤسس شركة مايكروسفت_ يوافقة على ما نبه إلية عندما حذر من كارثة التغير المناخي التي هي من صنيعه البشر، إذ يقول “إن هذه الكارثة البيئية ستكون ذات تأثير أسوأ من جائحة كورونا التي كبدت الإقتصاد العالي خسائر ضخمة، وإنه مهما كان أثر الجائحة مروعا، ققد تكون تغيرات المناخ أسوأمن ذلك”.
من ثم تحدثت العديد من الصحف العالمية بالمقارنة عن الكارثة، وتصدرت عضوة مجلس النواب الأمريكي “السيدة ألكسندريا أوكازيو كورتيز” قائلة:” إن العالم سيدمر خلال 12 عام إن لم تتخذ الدول المعنية قرارات جذرية وحاسمة؛ لحماية المناخ من الإنهيار المحقق.
ويضيف أبو غزالة أن ثمة أسباب تهدد توازن الكون المناخي والبيئي وقد باتت معروفة للجميع، حيث تعتبر أخطار الفيضانات والجفاف وارتفاع درجات الحرارة وغير ذلك، أخطار لا تقارن مع الذي يسأتي لاحقا إذا لم تحدث المعالجة السريعة، كما ينبه الخبراء والعلماء والمختصون الذي ضم أبو غزالة صوته لصوتهم.
أما أخطار “الإحتباس الحراري” فبات الجميع يعرفها وآخرون يعيشونها، سواء بارتفاع معدل درجات الحرارة الغير مسبوق، والمؤدي لذوبان الجليد في القطبين منتهيا بارتفاع منسوب المياة، وهو الذي سيؤدي إلى تغيير في خارطة اليابسة على الكرة الأرضية.
بهذا الشأن، يعرب أبو غزالة عن تأثرة باعتياد سكان العالم على مصطلح “تخلخل نقاء البيئة” والذين هم المسبب الأساس به، فعند الحديث عن الضرر البيئي نتذكر تغليب مصلحه الإنسان على مصلحه بيئته، مما جعلنا في قلق مستمر على مستقبل الكون إذ نرى الإهمال المستمر من قبل المعنيين وأصحاب المصالح والمسؤولين.
ويكرر أبو غزالة تحذيرة من تداعيات تلك الأزمة الأشد خطرا، ألا وهي “الأزمة المناخية” متمثله بالإحتبساس الحراري وما قد تجره على مستقبل البشر فوق كوكبهم، ويضيف أنه طالما أكد على وجوب النظر لتلك الأزمة بشكل جدي، منوها إلى أن العالم يواجة خطرا داهما أصعب وأقسى من أي وباء.
الوباء والبلاء
يؤكد أبو غزالة أن العالم أمام أزمة حقيقية تتشابة مع الأزمة “الوبائية” إلا أن الخطر الأكبر هو في بلاء “الأزمة البيئية”، والفرق بين الأزمتين هو أن الثانية من صنع البشر، وهم البشر الذين يصيبهم اليوم هاله من الهلع وحالة غير مسبوقة من الخوف على المستقبل.
ووفقا لدراسات أمريكية توضح أن البشر اتلفوا ما نسبة 50% من البيئة الحية في العالم وتوقع بإتلاف ما تبقى، لم يلتفت العالم لتحذيرات الخبراء من مخاطر التغير المناخي المتمثلة في تداخل فصول السنة، والفيضانات، وذوبان الجليد وازدياد الكوارث البيئية والعديد غيرها، بل كلٌ وضع مصلحته في المقام الأول متجالا أن البيئة غير النظيفة في مكان ما ستؤثر عليه مهما كان بعيدا عن مكانها، فالعيش البيئي على الكوكب لا يتجزأ.
تناقضات بشرية
أعتبر أبو غزالة أن العجز المالي الناتج عن الكوارث الطبيعية هو الخطر الأكثر تهديدا للشعوب، ما أوجب عليها البحث عن البدائل الأكثر ملاءمة لسد الثغرات، إلا أن هذا التلوث للأسف لا يشغل بال العالم بالقدر اللازم بالرغم من أنه يهدد تواجد البشر فوق كوكبهم.
مشددا على ضرورة أن يفيق العالم ويفضل إنقاذ كوكبه على أي رغبة في الربح، والإتعاض بما حصل لشركة “فولكس فاجن الألمانية” التي أخفت بيانات نسبة الانبعاثات الضارة من مصنعها، مما أدى إلى تعريضها إلى المساءلة القضائية ودفع غرامات قدرت بالمليارات.
واستهجن أبو غزالة إنكار الرئيس الأمريكي المشكلة من الأصل، وعدم الإقرار بقبولها جملة وتفصيلا واعتبارها اختراعا صينيا، غرضة إلحاق الضرر بالصناعات الأمريكية، بالإضافة لانسحابها من معاهدة باريس للمناخ.
وفي معايير المحاسبة العالمية، يذكر أبو غزالة بفتره ترأسة فريق الأمم المتحدة لمعايير المحاسبية والإبلاغ (ISAR) عام1999، يقول أنه وفريقة العالمي قدموا برنامج “معايير تحديد المسؤولية متمثلا لوضع برنامج محاسبي يهدف لتحديد المسؤولية وتقدير كلفة أي ضرر يحلق البيئة من قبل الأطراف المعنية، وهو البرنامج الذي لم يرى النور بحجة أنه يحمل الشركات الصناعية أعباء لا يمكن تحملها بنظرهم!
الحلول البيئية
يصرح أبو غزالة “لأوراق ميديا” أن الطريقة الأضمن للتصدي إلى تلك الكوارث وإنقاذ البشرية منها، هي الإستفادة من القوة الهائلة “للذكاء التنقي AI” من أجل حل تلك الأزمة وخصوصا مشكلة “الإحتباس الحراري”.
يبين ذلك بتطوير نظام ذكي لمواجهة الآثار البيئية الناتجة عن الانبعاثات السامة، إما بمعالجة مسبقة لأي انبعاثات، أو بتمرير هذه الانبعاثات قبل انطلاقها للفضاء عبر جهاز معالجة لتنقيتها مما قد تحتوية من مواد سامة.
ويؤكد طلال أبو غزالة على وجوب التمهيد لاتفاق أمريكي/صيني؛ للوصول الى حل نظرا لدورهما الرئيس والأكثر ارتباطا في تلوث البيئة والذي يتطلب إلزام الدول بالحفاظ على حقوق المنافسة، وتطبيق مستوى موحد للرقابة البيئية ،ويكرر إصرارة على دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته بمواجهة تداعيات أزمة المناخ.
ويوجة أبو غزالة دعوة من خلال “أوراق ميديا” لكل حريص على ساتمة كوكبنا وللإنسان بشكل خاص أن يرفع الصوت وان يدعو سريعا للعمل من أجل كبح المأساة القادمة.
وينصح أبو غزالة العالم للإستفادة المستعجلة من “ثورة المعرفة” والإنتقال بها إلى “ثورة الحكمة”، إذ تعتبر منجزاتها الهائلة صديقة للبيئة، وبها سيصبح كل إنسان مسؤولا، وسيبدأ التفكير في الحفاظ على المستقبل لا التركيز على الحفاظ على الحاضر على حساب المستقبل.
ويختم أبو غزالة حديثة الصحفي مع أوراق ميديا، بنداء إلى أمين عام الأمم المتحدة بأن يرعى فريق خبراء في الذكاء التقني AI من الصين وأمريكا لإيجاد حلول الانبعاثات السامة كي تصبح غير سامة، كمسار إضافي للحلول البديلة في تخفيف أثر الانبعاثات السامة على كوكبنا المسكين، تحت شعار “بيئة نظيفة لعيش ذكي”.
