أوراق _ روحية عوالة
يدخل البالستيك في معظم صناعات العالم, فالبشر اليوم لا يستغنون عن هذه المادة في حياتهم العادية، إلا أن هذه المادة الهامة أضرارها الصحية تفوق فائدتها للإنسان بسبب سوء إستخدامها والتخلص منها كالحرق مثالا.
هل كنت تعلم أن البلاستيك عند حرقه ينبعث منه غاز سام يهدد حياة البشر و يسبب لهم الأمراض كالسرطان؟ نعم فالمسبب بذلك هي مادة الديوكسين الخطيرة والسامة سيما وأنها تؤثر أيضا على الجنين في رحم أمه، فهي شديدة التأثير وتتراكم تباعا في جسم الإنسان بعد حرق البلاستك وإستنشاقها.
يشكل البالستيك ١٠٪ من حجم النفايات التي ننتجها، فهو يتميز بتعدد الاستعمالات وأنه قوي ومتين فهو يتكون من جزيئات كبيرة الحجم ترتبط ببعضها البعض على شكل سلاسل طويلة لذلك لا يمكن التخلص منه بسهولة ولا يتحلل أبدا مع الطبيعة إلا بحرقه أو بمواد التحليلية.
معظم المواد البلاستيكية تستخدم لمرة واحدة فقط أو يتم إعادة تدويره أو التخلص منه، إلا أن أكثر أنواع البلاستيك إستخداما ينتهي بها الأمر على قارعة الطريق أو الحدائق أو في المسطحات المائية و بذلك فإنها تحتاج لعقود من الزمن لتتحلل، مما يسبب تلوث قوي التأثير في البيئة وتراكمها يشكل الخطر الأكبر الذي بدوره يهدد جميع الكائنات الحية.
وفي حركة التجارة العالمية ومع نهاية القرن العشرين تم التصريح بأن البلاستيك هو أول ملوث مستمر و دائم في جميع الأنظمة البيئية من أعالي الجبال إلى قاع المحيطات.
كما يؤثر على الحياة البحرية ويهدد إستقرارها كونه يتركب من العناصر الكيميائية مثل الرصاص، الزئبق، الكاديوم وثاني إيثيل هكسيل، بالتالي تدخل هذه التركيبات في السلاسل الغذائية للكائنات التي تؤدي إلى إصابة الأسماك والحيوانات المائية بالعديد من الأمراض و حالات الاختناق.
ومؤخرا بينت البحوث التي أجريت على المحيطات أن أكثر من ٤٠٠،٠٠٠كائن حي من الثدييات البحرية تموت بالاختناق والتلوث و التغذية الملوثة، شكلت خطرا كبير على صحتها.
وتأكيدا على ذلك ففي عام ٢٠١٢ أشارت الدراسات البحثية أن المسطحات الأكثر تلوثا و تضررا هم المحيطات حيث وصلت المخلفات إلى ١٥٦ مليون طن الموجودة في محيطات العالم.
بالتالي فإن رفع الوعي العالمي إزاء الحد من العبء الثقيل للتلوث البلاستيكي ومواجهة كل ما يشكل خطر وتهديد للبيئة وحياتنا، هي حاجة ضرورية لنعيش نحن و أبنائنا في بيئية نظيفة و صحة جيدة.