أوراق ميديا – أمل غوانمة
بدأت بنفسها، فلم يروق لها الحال الذي وصل له مكان سكنها في أحد أحياء العاصمة عمان، فجمعت بين تفعيل انتمائها لبلدها والأخلاق والعلم والعمل والابتكار والتطوع لتحول الاماكن المشوهة بالنفايات المتناثرة الى أماكن نظيفة.
أمل مدانات، هي ناشطة بيئية واجتماعية منذ العام 2010ومتطوعة في مدرسة ضاحية الحسين الأساسية التي أطلقت فيها مبادرتها البيئية “مشوارنا لصفر نفايات”، وفي ذات المدرسة ابتكرت ما يسمى بالمعرض الدائم للنفايات الذي يسلط الضوء على التحديات البيئية المرتبطة بالنفايات الذي افتتح برعاية معالي وزير التعليم السابق الدكتور عمر الرزاز تحت مظلة جمعية الجيل الأخضر البيئية في العام 2017.
تقول مدانات لأوراق أن فكرة المبادرة ورؤيتها تتلخص في السعي لتغيير ثقافة وسلوكيات المجتمع التي لا يمكن أن تتحقق إلا عندما يبدأ كل شخص بنفسه وداخل بيته، وقابلتها مديرة المدرسة بالدعم والتشجيع لغرس الفكرة في عقول الطلبة وسلوكياتهم نحو التطوير ودمجهم بالمجتمع.
بدايتها لم تكن سهلة إذ لم يكن لديها الخبرة ولا المعرفة الكاملة عن آلية تنظيم وبدء انشطتها في إدارة الموارد والنفايات إلا أن مؤازرتها لعامل النظافة الذي ينهك كل صباح لتنظيف ما يتراكم طوال اليوم من نفايات في محيطها. فقامت بأول عملية فرز داخل بيتها وفق أنظمة وتعليمات لجميع أفراد أسرتها التي احتاجت لوقت حتى تنجح، حسب ما ذكرت.
وبعد نجاحها في منزلها، خرجت مدانات بالفكرة للحي الذي تقطنه وعقدت اتفاق مع أحد الأشخاص والذي يعمل بفرز النفايات “المواد القابلة للتدوير” من حاوية في الحي. لتقوم بتوفير كل المواد التي يحتاجها في عمله من خلال “حاويات” مخصصة لذلك وضعتها بالقرب من منزلها.
ومن ثم انتقلت مدانات لتطبيق مفهوم آخر يسهم في تخفيض نسب النفايات الملقاة، وهو الحد من الاستهلاك في مشترياتها وأسرتها. الذي يحدد المواد الضرورية لشرائها مقابل المواد التي يوجد لها بدائل صديقة للبيئة وقابلة للاستدامة.
وتوضح مدانات أن الأطفال هم الجيل الذي يمكن أن نصنع من خلاله أمم وحضارات متطورة ونظيفة، لذا استهدفت في مبادرتها مدارس الأطفال منارة العلم والتعلم، إذ ترى أن الأجيال الصاعدة هم سلاح التغيير ونقل المجتمع لمرحلة الوعي والسلامة العامة.
وختاما، دعت مدانات من خلال أوراق ميديا لأن يساهم كل فرد بالتغيير بنفسة وضمن محيط أسرته، وأن تتبنى وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي مفهوم “صفر نفايات” وتسهم في جعله مساق تعليمي تربى به الأجيال على الوعي البيئي والأخلاقي.
وأضافت إلى أهمية تفعيل بنود القانون الإطاري للنفايات.