بقلم الدكتورة زينة حمدان
نعم، وبالرغم من أن مصطلح العدالة المناخية والبيئية وما يرتبط به من مفاهيم الحفاظ على البيئة والوعي البيئي هي مفاهيم حديثة وعصرية وتم صياغتها لتتلائم مع التدهور البيئي في الطبيعة الذي نعيشه في عصرنا هذا، الا ان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) دعا لها منذ اكثر من 1400 عام .
المتابع للسيرة النبوية الشريفة يرى ان فلسفة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) البيئية بنيت على احترام عناصر الطبيعة الأربعة: التراب والماء والنار والهواء، وداعية الى اللادارة المتكاملة للموارد الطبيعية وساعية لاقامة التوازن بين الطبيعة والانسان.
الفلسفة البيئية للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) شاملة ومترابطة، اعتبرت ان الإساءة إلى أي مخلوق من مخلوقات الله عز وجل على هذه الارض، سواء كان كائنا حيا أو مصدرا من مصادر الطبيعة، ذنبا من الذنوب يجازى الإنسان عليه، وتؤمن هذه الفلسفة ان الانسان له الحق في ادارة واستخدام الموارد الطبيعية كونه حمل الامانة، الا ان هذا الحق وضع له حدود (لا ضرر ولا ضرار).
ودعت الفلسفة البيئية المحمدية الى التشارك في موارد الطبيعة وهو ما يدعو اليه انصار البيئة الان وما يسمونه بالعدالة البيئية، إذ يخاطب النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) اصحابه قائلاً: (المسلمون شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنار)، وفي ازمة المياه التي نشهدها الان وجه نظر فالمسلم اثم اذا ما منع احدا من الماء ففي الحديث النبوي الشريف (من منع فضل مائه أو فضل كلئه منعه الله فضله يوم القيامة).
كما ان الفلسفة المحمدية دعت الى الاستمرار في نمو الطبيعة حتى لو قامت الساعة ففي حديث نبوي شريف يقول الرسول صلى اللله عليه وسلم (إن قامت على أحدكم القيامة وفي يده فسيلة فليغرسها)، اليس المطلوب الان للتقليل من اثار التغيير المناخي هو زيادة الرقعة الخضراء؟!
فهذا هو النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) سفير العدالة المناخية والبيئة يضع للبشرية قواعد العودة الى التوزارن البيئي فكل عام وامتنا الاسلامية بألف خير…