أوراق ميديا – بلقيس حوامدة
تشكل النفايات الصلبة بكافة أنواعها خطراً على البيئة وصحة الإنسان في الأردن وذلك بسبب عدم تحلل معظمها أو تخلص منها بطرق غير آمنة إذ تُشكل بيئة لتكاثر الجراثيم والميكروبات التي تؤثر على الإنسان.
قال الدكتور أحمد الشريدة رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة الاردنية، إن النفايات الصلبة في حال تجمعها في مكان واحد وعدم تفريغها، تعمل على انتشار الروائح الكريهة، كما وتشكل تجمعها على انشاء موطن للقوارض وذباب وبدوره يسبب الكثير من الأمراض للإنسان .
وأضاف الشريدة، أن حرق النفايات الصلبة يعمل على إخراج غاز الميثان وهو اخطر الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتركيزه في الغلاف الجوي لمدة طويلة، يُسبب أمراض في الجهاز التنفسي .
وأشارالشريدة، أن النفايات الصلبة تؤثرعلى المياه من خلال تحلل بعض المواد في النفايات والذي يحتوي معظمها على مواد كميائية تدخل في المياه وتعمل على تلوثها من ناحيتين بيلوجية وكميائية، تطلق غازات سامة تسبب في هطول الأمطار مع نسبة عالية من المطر الحمضي، مما يجعل المياه غير صالحة للشرب وللاستهلاك البشري مثل عاز
.(co2(
ووضح الشريدة، أن النفايات الزراعية المتمثلة في المبيدات الحشرية تؤثر على تلويث مياه الري في القنوات، وتعمل على إتلاف المحاصيل الزراعية منها المزهرة ذات الثمار الصغيرة، وتجمع النفايات يؤدي الى نشر الكثير من الجراثيم والميكروبات التي تؤثر على عمليات الازهار والاخصاب في اجزاء الحيوية من الثمار، والتي بدورها تؤثرعلى نوعية الإنتاج فغالباً ما تكون كمية الانتاج والكميات قليلة في رداء الجودة بسبب عدم تحلل النفايات الصلبة أو تخلص منها بطرق سليمة أوآمنة.
ومن جهه أخرى قال الدكتور لؤي أبو قطوسة اخصائي ميكروبات طبية ومناعة سريرية، إن نفايات الرعاية الصحية للمرضى هي من اخطر النفايات لإنها تكون مختلطة بتوابع أمراض ومخلفات عمليات جراحية أو فضلات توفر بيئة خصبة لتكاثر الجراثيم وانتشارها بين الناس تسبب حساسية للإنسان وقد تكون اختطار لبعض الاورام، تسمح بنمو الجراثيم وإحلال الاتزان البيولوجي في البيئة والإنسان.
وأضاف أبو قطوسة، أن في الأردن نظام خاص بالنفايات الطبية يقوم على تصنيف النفايات اولاً حسب نوعها ومن ثم تخزينها في حافظات خاصةً تتناسب مع نوعها ثم معالجتها وبعدها التخلص منها في مكب النفايات المعتمدة أما بالحرق أو الطمم.
ومن جانبها قالت خبيرة البيئة ومديرة شركة اوراق للتنمية البيئية الدكتورة زينة حمدان، إن التزايد الكبير في عدد سكان الأردن وخاصة بعد موجات اللجوء التي شهدتها المملكة، إضافة الى تغير أنماط الاستهلاك أدى الى تزايد كميات النفايات الصلبة في الأردن، مشيره الى أن هنالك اكثر من 30 مكباً، أغلبها غير معتمدة من قبل الوزارات المختصة، يتم إلقاء النفايات فيها بطرق عشوائية.
ولفتت حمدان، إلى أسباب تراكم النفايات في الاردن وهو النقص في الآليات الثقيلة للطمر وعدم وضع خطة لجمع العصارة المتولدة من النفايات، وإرتفاع في معدلات النمو السكاني أدى إلى إنتاج الملايين من النفايات الصلبة مما عملَ على زيادة ضغط على البنية التحتية.
وأضافت حمدان، أن من أكبرمكب للنفايات في الأردن هو مكب الرصيفة والذي بدوره يخدم نحو 2.5 مليون مواطن في محافظتي عمّان والزرقاء، سببَ أمراض صحية ونفسية وبيئية للسكان المنطقة القريبة منه، وذلك بسبب سوء الادارة فيه .
وبحسب تقرير سابق لوزارة البيئة، تبلغ كمية النفايات المنزلية في الأردن 1.4 مليون طن سنوياً، في حين تبلغ النفايات الصناعية 165 ألف طن سنوياً، والنفايات الزراعية 1.6 مليون طن سنوياً. وتقسم مكونات النفايات الصلبة إلى المواد العضوية (62%) والبلاستيك (16%) والورق والكرتون (11%) والأقمشة والأنسجة (4%) والزجاج (2%) والمعادن (2%) ونفايات الحدائق (0.5%) ومواد أخرى مثل السيراميك والمطاط والجلود، وتقدر وزارة البيئة الطاقة غير المستغلة في النفايات الصلبة بنحو 4% من استهلاك الأردن من النفط، علماً أن الأردن يجمع أكثر من 95% من نفاياته، في حين لا يجمع الوطن العربي أكثر من 50% من نفاياته كمعدل وسطي.
وأضافت الدكتورة ياسمين العتوم، تخصص الطب البيطري، إن ضرر النفايات الصلبة على حيوانات المزارع كالجمل والأبقار والأغنام والماعز يشكل خطراً أكثر عن باقي الحيوانات لان هذه الحيوانات ليست
“selective”
بطعامها اي” تأكل اي شي أمامها ” تأكل قطع البلاستك وبالتالي يسبب لها انسداد في الأمعاء، يضطرالأطباء أن يجروا لها عملية جراحية، وأن أي ضررعليها يؤثرعلى انتاج اللحمة وجودة الحليب.
ولفتت العتوم إلى أن، الحيوانات جراء تواجداها في اماكن تجمع للنفايات الصلبة تنقل الامراض للانسان تسمى
” zoonotic”
تصيب الانسان إما عن طريق اللمس أولُعاب، ومن الامراض التي تصب الحيوان الكزاز والبكتيريا والفيروسات.