سماهر السيايدة ـ
عند الحديث عن المرأة الأردنية لابد أن يسير بنا قطار الزمان إلى بلد الشموخ والكبرياء إلى قطعة من قلبي تسكن في الجنوب إلى الكرك ، تلك التي ضربت أروع الأمثلة في تاريخ المرأة الأردنية وبطولاتها فعندما قامت ثورة الكرك والمعروفة “بهية الكرك” عام 1910 تم اعتقال بندر ومشخص المجالي فكان اعتقالهن من أجل قضية وطنية قومية وكانتا أول سجينتين سياسيتين في تاريخ بلاد الشام ، ولابد لنا أن نذكر شيخة الكرك علياء الضمور والدة الذبحيين وزوجة إبراهيم باشا الضمور التي قدمت أولادها من أجل الكرك ودفاعاً عن شرف الأردن فعندما شاورها زوجها الشيخ إبراهيم في تسليم الكرك أو حرق ولديها قالت له: أبناء الكرك كلهم أبناؤنا أرسل له وقل “إن نقص عليك الحطب أعطيناك من الكرك مايلزمك المنية ولا الدنية ” وتم حرق ولديها أمام ناظريها وهي تزغرد للأردن وللكرك ، وهنالك الكثير الكثير من سيدات الأردن اللواتي وقفن شامخات من أجل عزة الوطن ففي كل جزء من أجزاء الأردن يرقد شهيد ، في كل بيت هنالك من يرتدي البذلة العسكرية ليقف على حدود الوطن صامداً شامخاً ، نعم هي المرأة الأردنية المطرز ثوبها برائحة الهيل والزعفران والزعتر ، تلك الشامخة بشموخ وطني ….. لكن من العار أن أرى هذه الشامخة الأردنية وعلى امتداد وطني من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه تقف على رصيف المعونات الوطنية من أجل استجداء الجمعيات والبازارات الخيرية للحصول على كوبون كسوة العيد ، يوسفني أن أجدها تبحث عن طرود الخير في شهر البركة ، هل وصل بها الحال إلى هذه الدرجة ؟ وهي بنت الشموخ والكبرياء وارثة بيت العزة والكرامة وصانعة التاريخ ، فعلى مدى شهر الخير والبركة والأسرة الأردنية تتصدر صورها مواقع التواصل على صفحات من لايرحمون ضعفهم وقلة حيلتهم فهل باتت التجارة بكرامة المواطن مكسب شخصي من أجل الثناء ومن أجل صور يتم تداولها لاتغني من جوع أو عطش ؟ أين المسؤولون على امتداد وطننا من رؤية تلك المناظر المحزنة التي تلبسهم ثوب العار والخزي ، هل راق لهم منظر تزاحم النساء من أجل الحصول على كوبونات كسوة العيد ؟ ومن سيرتدي تلك الملابس ؟ حتماً سيرتديها أبناء الوطن الذين سيقفون ذات يوم على حدود الوطن من اجل حمايتهم ، يا لعارهم وكذبهم ، نحن من نستحق ذلك لأننا أوصلناهم إلى مركز القرار حتى أضحينا عبيدهم ، لقد أنتجنا مسؤولين يعشقون الكراسي ويتفنون في إذلال المواطن ، بات همهم جني الأموال على حساب الشعب ، هجروا قراهم ليتخذوا مدن عمان مرتعاً لهم ، فبات المواطن أخر همهم ، فكثير من القرارات الاقتصادية كانت تستهدف جيب المواطن وكرامته التي بات يراهن عليها في زمن البقاء للأقوى ولصندوق النقد الدولي ، لذا أصبحنا نحن الشامخات ومن صنعنا تاريخ الأردن وبتنا في بطون الكتب عزيزات النسب نستجدي المعونات الوطنية ، هكذا أراد مسؤولينا وهكذا أصبحنا ……………